الأذكياء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأذكياء

طريقك للتفوق و النجاح
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الهجاء تاريخه مقياسه أمثلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
malek
Admin
malek


المساهمات : 106
تاريخ التسجيل : 06/04/2008

الهجاء تاريخه مقياسه أمثلة Empty
مُساهمةموضوع: الهجاء تاريخه مقياسه أمثلة   الهجاء تاريخه مقياسه أمثلة Icon_minitimeالأحد مايو 04, 2008 4:13 pm

(1) الهجــــــاء:

وهو ضد المدح، وكلما كثرت أضداد المديح في الشعر كان أهجى؛ وعندما أتحدث عن الهجاء كفن فلا أقصد به ذلك السباب والشتم الذي لا يتعدى أن يكون ركيكاً منحطاً بل أقصد به " هجاء الأشراف " وذلك بسلب فضائلهم دون الغوص في أمور الله المستعان بها.

أ- في العصر الجاهلي:

تولّد الهجاء في الشعر نظراً لطبيعة البشر فهناك الصالح والطالح منهم والإنسان مبني على الفطرة وهو أن ينظر للناس أول الأمر على أنهم مكتملوا الأخلاق من كرم وشجاعة وفصاحة وغيرها حتى إذا ما تعرف على الرجل أو القوم وصدم بالضد من ذلك سنَّ سلاح اللسان إما ناصحاً أو هاجياً من أجل النصيحة أو هاجياً ليشفي غليله منهم خاصة عند توفر مواقف لهم عنده؛ وإذا نظرنا لمن عاش متكسباً على المديح فإننا نجده غالباً يهجو من لا يجد منه أعطيه، ولعل هذا يذكرنا بأشهر الهجائين في هذا العصر وهو طرفة بن العبد الذي قُتل بسبب هجائه الملك عمرو بن هند بحجة أنه لم يجد منه الخير والمال كما كان ينتظر. وغير طرفة كثير أبرزهم الأعشى الذي يكرمه الناس خوفاً من هجائه ولم يكن زهير بن أبي سلمى بأقل شأناً من الأعشى في هذا الفن وإن كنت أرجح زهير على الأعشى في فن الهجاء لأن هجاء الأعشى صريحاً قبيحاً أما هجاء زهير بليغ خطير.

ب- في العصر الإسلامي والأموي:

برز في هذا العصر الهجاء بصورة غير معهودة وأصبح طاغياً على المديح بصورة كبيرة خاصة في العصر الأموي، فإذا بحثنا في العصر الإسلامي وجدنا الحطيئة وهو الذي إذا لم يجد أحداً أخذ بهجاء أمه وأبيه وأقربائه بل وحتى نفسه ولو نظرنا لأحد أهاجيه لوجدنا مدى تفصيله للخصلة التي يذمها وكأنه قد سَعِدَ بإكتشافها وهذا يبيّن مدى وحدته في هذا المجال أيام عصره.
أما العهد الأموي فقد برز الثلاثي الخطير (( جرير والفرزدق والأخطل )) دون غيرهم رغم أن العديد من الشعراء قد اتخذ هذا الفن فنه الأوحد؛ ولعل ظهور الخلافة الأموية هو ما شجعهم على ذلك فهم يشغلون الناس عن ما يدور حولهم ويزيدون في النعرات القبلية لزيادة تمسكهم بالحكم وهو ما تم وهذا ما يفسِّر إغراق مجالس الخلفاء الأمويين بتلك القصائد الهجائية المدوية.

ج- في العصر العباسي وما تلاه:

برز هجائين كثر هنا وقد سلكوا مسالك غريبة في الهجاء وطريقة إلقائه. فبشار بن برد كان إذا غضب وأراد أن يقول هجاءاً صفّق بيديه وبصق عن يمينه وعن شماله. كذلك لا ننسى هنا دعبل الخزاعي والذي يلقّب بـ"هجّاء الملوك" فكلما تولى خليفة الحكم أرسل له عوضاً عن التهنئة هجاءاً بدءاً بالأمين ومن ثم المأمون وهو يقول عن نفسه: (( أحمل خشبة منذ كذا سنة لا أجد من يصلبني عليها )) حتى بدأ بهجاء المعتصم فصلبه المعتصم على خشبته. كذلك ابن الرومي قتله الهجاء وقد أجاد فيه. وابن بسام كان يهجو أهله وأقاربه كالحطيئة، وابن الحجاج والذي يلقب " بخبيث العراق ". وفي القرن السادس ظهر أبو القاسم الشميشي الأندلسي ولم يكتفي بهجاء الناس بل جمع هجاءه في ديوان سماه (( شفاء الأمراض في أخذ الأعراض ))، وفي القرن السابع كان علي بن حزمون هجَّاء المغرب وعاصره ابن عينين هجّاء مصر وله ديوانه (( مقراض الأعراض )).
أما في عصرنا الحديث فقد ندر الهجاء بشكل كبير عدا بعض المحاولات التي كانت بين شوقي وحافظ. وربما كانت بعض ألوان الشعر السياسي والإجتماعي التي تهاجم الأوضاع السياسية والإجتماعية قد حلت محل شعر الهجاء بمفهومه القديم.

(2) مقياس الهجاء:

يختلف قياس الهجاء بحسب الهاجي والمهجو ومدى ما كان بينهما. وفي ذلك عدة أنواع:
أ- الهجاء المقذع: وهو ذكر فضائل وسلب أخرى، وهذا له وقعه النفسي على المهجو أشد من غيره كقول الشاعر:
وكـاثــــر بـسـعـدٍ إن سـعـداً كـثـيـرةٌ ــــــــــ ولا تبغ ِ من سعدٍ وفاءً ولا نصرا
يروعك من سعد بن عمرٍو جسومها ــــــــــ وتـرهـد فـيـهـا حـيـن تقتلها خبرا
فقد مدح الشاعر هنا قبيلة سعد بن عمرو بفضيلتين عاديتين هما كثرة العدد وعظم الأجسام، ثم عاد وسلب منهم الفضائل الأجمل والأفخر وهي عدم الوفاء وعدم النصرة ومن ثم أن ليس لهم من الأجسام إلا صوراً وعندما تقاتلهم على أنهم رجال شجعان تجد عكس ذلك بل وتلوم نفسك على أنك قتلت أمثالهم.
ب- خير الهجاء: هو ما تنشده المرأة العذراء ولا يقبُح بمثلها قوله. كقول جرير:
لو أن تغلب جمَّعت أحسابها ــــــــــ يوم التفاخر لم تـَزن مِثقالا
ج- أشد الهجاء: ما كان بالتفضيل؛ لما فيه من إشعار للمهجو بأنه أقل من قوم معينين. وهذا يشعر المهجو بقمة الإنحطاط والسخرية ويوقع في النفس الأذى. كقول جرير أيضاً:
فغضَّ الطرف إنك من نمير ٍ ـــــــــ فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا
يقول أبو عبيدة في شدة تأثير هذا البيت: (( صار الرجل من بني نمير إذا قيل له: ممن الرجل؟ قال: من بني عامر !! ))
كذلك قول الشاعر:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ــــــــــ يزيد سُليم والأغرُّ بن سالم
فَهَمُّ الفتى الأزدي إتلاف ماله ــــــــــ وهَمُّ الفتى القيسي جمع الدراهم
فالأول كريم والآخر بخيل.
د- أعف الهجاء: ما كان أصدقه. وهو من أقوى أساليب الهجاء أيضاً؛ لأن الشاعر عندما يذيع ما رآه من نقص في المهجو للناس فإنه يخيَّل للمهجو أن جميع الناس يصدقون الشاعر فيما قاله وفيما سيقوله عنه وهذا أشد إيلاماً له.
هـ- أبلغ الهجاء: هو ما جمع بين التصريح والتلويح وما قربت معانيه وسهل حفظه. كقول زهير في هجاء " آل حصن ":
وما أدري وسوف أخال أدري ــــــــــ أقوم آل حِصن ٍ أم نساءُ
وقول جرير في قبيلة " تيم ":
فإنك لو رأيت عبيدَ تيم ٍ ــــــــــ وتمياً، قلتَ: أيهم العبيد؟!
وقول شوقي في هجاء حافظ إبراهيم:
ولقد أودعت إنساناً وكلباً وديعة ــــــــــ فضيَّعها الإنسان والكلب " حافظ ُ"
و- جميل الهجاء: هو ما أصاب الغرض المقصود به مع الإيجاز. كقوله:
لو اطلع الغرابُ على تميم ــــــــــ وما فيها من السوءاتِ شابا
ومن جميل الهجاء طريقة الإجمال أيضاً. كقول الشاعر:
وإذا تسرُّك من تميم ٍ خصلةٌ ـــــــــــ فما يسوءك من تميم ٍ أكثرُ
ز- سكين الهجاء: هو ما كان احتقاراً واستصغاراً صرفاً كقول جرير في تيم أيضاً:
ويُقضى الأمرُ حين تغيب تيمٌ ــــــــــ ولا يُستأذنون وهم شهودُ


دراسة في الشعر الأموي

النقائض

عبد الحميد رزاقط

في تاريخ الهجاء

عرف الشعر العربي الهجاء كتعبير عن الصراع الذي كان يخوضه الشاعر , او انه كان احد اشكال ذلك الصراع . فعندما يغزو الربيع بن زياد العبسي قوم يزيد بن صعق...ويصيب جعفر وحية , ويعود يزيد ويصيب ثأره ..يتبقى لنا من هذا العراك هذا الذي يسمونه هجاء , قال يزيد :

ألا ابلغ لديك ابا حريث

وعاقبة الملام للمليم

فكيف ترى معاقبتي وسعيي

بأداد القصية والقصيم


هذا الشعر ان هو الا بعض من ذلك الصراع الذي كان دائرا بين قبائل هؤلاء الشعراء , أوأحد وجوهه , وهو لا يندرج تحت عنوان النقائض كما انه يخلو من السباب . ولعلي لا أتجاوز الحقيقة عندما أقول : ان الهجاء الجاهلي ما كان مفحشا بالقياس للهجاء الاموي , فالمعروف عن النابغة انه كان يفضل التهكم على الافحاش . ولا يعني هذا ان العصر الجاهلي لم يعرف النقائض , لكنها , وان التزمت وحدة الموضوع والبحر والقافية , بقيت كما يقول الاستاذ الشايب , في اطار القبيلة والايام , ولم تبلغ من القوة والسيرورة والطول والتأثير ما بلغته ايام الامويين , وبقيت ترعى الحرمات وتقف عند صفات الجبن والبخل والفرار ولم تسف . ومما يوضح طبيعة الهجاء الجاهلي والنقائض الجاهلية قول لدريد بن الصمة , قاله عندما تهاجى شاعرا سليم : خفاف بن عمير والعباس بن مرداس , وهو : (كفوا صاحبكم عن لجاج الحرب وتهادى الشعر). فاستحيا العباس وقال : (انا نكف عن الحرب ونتهادى الشعر). فقال دريد : (ان كنتما لا بد فاعلين فاذكرا ما شئتما ودعا الشتم , فان الشتم طرف الحرب) يقول ابن الصمة : تهادى الشعر (الجاج) الحرب , ويطلب ترك الشتم وربما كان في فهم هذا الفارس الجاهلي للهجاء خير دليل على ما أذهب اليه . ومن النقائض الجاهلية الكثيرة ما دار بين النابغة الذبياني وعامر بن الطفيل . لم يحل الاسلام دون استمرار الهجاء والنقائض , وانما جدت أسباب زادته اضطراما , واضافت الى معانيه الفخر بالدين الجديد . ويقول الاستاذ الشايب (ظهر الاسلام والفن قائم مستقيم المنهج ولا سيما بين الاوس والخزرج , وبقيت معانيه واساليبه جاهلية , ولم يخل الامر من ان تضاف اليه هلهلة لنظم المعاني الاسلامية , ولم تشتمل هذه النقائض على فحش رغم حدة الصراع) .

فعندما يقول ابن الزبعري بعد احد

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل

يجيبه حسان:

لقد نلتم ونلنا منكم

وكذاك الحرب احيانا دول


وفي أوج الصراع بين الامام علي ومعاوية , قال ابن جعيل :

أرى الشام تكره ملك العراق

واهل العراق لها كارهونا

فأجابه النجاشي :

دعن معاوي ما لن يكونا

فقد حقق الله ما تحذرونا

إنها نقائض ولكنها تدور حول معركة , تسبقها وترافقها وتعقبها . بعضا من ذلك الصراع كانت ..ولكن يمكن ملاحظة أن كثيرا من النقائض ما كان يرتد الى اسباب سياسية , وانما الى اسباب اخرى عديدة تورث خصومة . فيزيد بن الطثرية تهاجي وابي فديك حين احب وحشية الجرمية قريبة هذا الاخير . وهدبة بن خشرم العذري تهاجى وزيادة الرقاشي لاسباب شخصية تتعلق برهان , وشبب كل منهما بأخت الاخر , وابن الدمينة تهاجى وحبيبته أميمة , وكان قد هام بها فلما وصلته تجني عليها , قالت أميمة :

وانت الذي أخلفتني ما وعدتني

وأبرزتني للناس ثم تركتني

وأشمت بي من كان فيك يلوم

لهم غرضا أرمى وانت سليم

واجابها ابن الدمينة :

وانت التي قطعت قلبي حزازة

وانت التي كلفتني دلج السرى

وانت التي أحفظت قومي فكلهم

ومزقت قرح القلب فهو كليم

وجون القطا بالجلهتين جثوم

بعيد الرضا دامي الصدر كظوم

وهكذا صارت النقائض تعبيرا عن صراع شخصي , بعد ان صار للفرد مكانته الخاصة المميزة عن مكانته القبلية .



فكرة عن النقائض الشعرية

ذكرنا أن المعركة الشعرية نشبت بين الفرزدق وجرير ودامت أكثر من خمسين عامًا، فالنقائض قصائد امتزج فيها الهجاء والفخر، وكثرت فيها الإشارة إلى ماضي القبائل في الجاهلية وحاضرها في عهد بني أمية، يقول الشاعر قصيدته، فيرد عليه خصمه بقصيدة من وزنها وقافيتها ويتعقب أفكاره ومعانيه، فيردها عليه..

على أن فن النقائض نشأ أول ما نشأ في العصر الجاهلي وامتد حتى ازدهر في العصر الأموي الذي استيقظت فيه العصبية بعد أن أضعفها الإسلام، وانضمت إلى العوامل القبلية عوامل أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وشخصية.. فكانت نقائض هذا العصر تختلف عن نقائض العصر الجاهلي بطولها وإفحاشها واتساع الخيال فيها..

هذا ومن المعروف أن النقائض تقوم على الهجاء، وفن الهجاء بدوره قائم على أمور ثلاثة: الأول أن يذكر الشاعر معايب خصمه ومثالب قبيلته بنفسه وبقبيلته.. والثاني تناول الأغراض وقذف المحصنات والشتائم.. والثالث تصوير الخصم بصورة ساخرة تحمل القارىء أو السامع على الضحك..

الهجاء في شعر الفرزدق
إن ميزة الهجاء عند الفرزدق هي الفخر أولا، فالشاعر في الهجاء يعتمد على الفخر والاستناد عليه، فبالهجاء ينقض الشاعر على خصمه فيوسعه شتمًا وذلا فيصوره حقيرًا، كما يصور قومه وأهله بأنهم يتصفون بأرذل الصفات وأقبح الطباع، فهم مثلا ضعفاء متخاذلون، بخلاء لا أصل لهم ولا فرع..

وبالمقابل فالشاعر هذا يفخر بقومه وبنفسه، كما رأينا في هجاء جرير، والذي هو فخر للفرزدق بآن واحد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://clever.mam9.com
 
الهجاء تاريخه مقياسه أمثلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأذكياء :: طريقك للتفوق والنجاح :: قسم الأدب العربي-
انتقل الى: